Thursday 21 August 2014

السلفيون المعاصرون وعمر بن عبد العزيز ما بين العقل الصريح والعقل النطيح

عمر بن عبد العزيز في مجلة البحوث الإسلامية

رحم الله الملك الأموي عمر بن عبد العزيز وغفر له , ورحمنا الله سبحانه وتعالى ووقانا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا .

الباعث إلى هذا المقال هو أن شخصية عمر بن عبد العزيز قد نالها من المدح  مما جعلها شخصية أسطورية غامضة شديد المخالفة للقرآن والسنة ولم يزدها الوعاظ إلا غموضا . فعمر بن عبد العزيز رحمه الله  ترك دولة الخلافة لخليفته هشام بن عبد الملك ضعيفة هزيلة وقد سرح جيش مسلمة بن عبد الملك الذي يحاصر القسطنطينية ويراقب ثغور الروم ! كل هذا الواقع السيئ يخفيه دكاترة التاريخ والشيوخ الوعاظ عن المسلمين , فيبقى المسلمون في غفلة عن تاريخهم وسبب سقوطهم في الهوان الذي نحن فيه .

وللخلاص من قلق جحر الضب هذا , بحثت كثيرا  عن مصدر يمكن توثيقه وله مرجعية علمية يمكن مخاطبتها , فكان أن هداني لله سبحانه وتعالى إلى مقال في مجلة البحوث الإسلامية التابعة لدار الإفتاء في الرياض .
لقد أسعدني ذلك جدا لإمكانية تناول هذا الموضوع بالنقد مع الأمل أن نجد لدى إدارة المجلة ودار الإفتاء صدى لانتقاداتي سواء تصحيحا أو توثيقا .
لقد عنون  الأستاذ احمد فهيم مطر مقاله :
عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين

لم أستغرب العنوان لأننا تعودنا عليه من الوعاظ , لكنني استغربت أن تقبله المجلة بلا تعليق , وسأعلق على ذلك لاحقا .

ثم ينتقل إلى المقدمة , فيجعله غاية في العدل , حيث ينقل عن حسن القصاب ومالك بن دينار وموسى بن أعين أن الذئاب لعدله أصبحت ترعى مع الشاء ولا تؤذيها , معللا ذلك أنه إذا صلح الرأس فلا بأس على الجسد.

 . وأستغرب كيف يجتمع هذا الكلام مع ما كان  يحدث زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وباقي الرسل عليهم السلام والخلفاء الراشدين من قبله , فكان الذئب ولا زال يعدوا على الغنم بغض النظر عن عدل الحاكم أو ظلمه . ولن تصبح السباع عاشبة إلا بعد هلاك يأجوج ومأجوج .

ثم يثني عليه بالزهد وأمانته في إطفاء شمعة بيت مال المسلمين وإيقاد شمعته الخاصة لحديثه الخاص .

.  إن بيت مال الإمبراطورية الإسلامية لا يعجز عن تكاليف حياة الخليفة وشؤونه الإدارية وشؤونه الخاصة  . والمسلمون ليسوا بحاجة لخليفة يهلك نفسه في التقشف ويترك حمل الدولة على الحاشية التي دمرتها في عهد سابقه سليمان .

ماذا أفاد الدولة تقشفه حين تركت حاشيته أعظم فرقة من جيش المسلمين الذي يحاصر القسطنطينية يهلك ويفك حصارها ؟؟؟

لقد استتب العدل في الشام بإدارة معاوية وهو وال لعمر بن لخطاب رضي الله عنه . في حين كان عمر بن الخطاب زاهدا متقشفا , لكن ليس إلى الحد الذي يهلك صحته , فقد كان رضي الله عنه  قويا في صحة وعافية . وعندما زار الخليفة المتقشف مع صاحبه الزاهد أيضا أبو عبيدة عامر بن الجراح  , رضي الله عنهم جميعا , عندما زارا معاوية للتفتيش عليه , استقبل الوالي معاوية خليفته الزاهد البسيط بكوكبة من الحرس يبدل الحراس إثناء الموكب . لا أظن أن الروس والأمريكان يقدرون على هذا في عصرنا ! فشدد عمر على معاوية في المساءلة حتى قال معاوية : إن عيونهم بيننا فإن لم نرهبهم أغاروا علينا ! عندها بارك عمر سياسة معاوية في أجمل صيغة ثناء عرفها التاريخ , قائلا لأبي عبيدة : لولاه معاوية لما جشمناه الشام !

ثم يضيف انه لصلاحه استقامت رعيته وتسابق الشباب على الاستقامة وحفظ القرآن الكريم بعد كانوا  وراء الملاهي في زمن سليمان والوليد بن عبد الملك . ودون أن يدري الكاتب ولا إدارة المجلة فقد حقق طعنا واضحا في سلسلة الصالحين :

 : لقد كانت الرعايا تسيء الأدب مع الرسل , ولقد خرج منهم على طاعة محمد صلى الله عليه وسلم وقتلوا رعاة الإبل الذين أحسنوا إليهم . لم لا ؟
هل الرسل أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز .

ثم إن الرعية ارتد منهم الكثير زمن أبي بكر رضي الله عنه , كيف لا فهو أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!.
وجاء أبو لؤلؤة وقتل عمر بن الخطاب ! 
لم لا؟ , فعمر بن الخطاب أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!,

وعدا الأوباش والمنافقون على الخليفة عثمان بن عفان صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه وحاصروه ثم قتلوه ,
 لم لا ؟ فهو أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟! .

والأشنع من ذلك أن قـتـلة عثمان أجبروا علي بن أبي طالب على قبول بيعة الخلافة وسموا أنفسهم شيعته , واختطفوه وخلافته من المدينة المنورة إلى الكوفة قبل أن يرجع الصحابة من أداء فريضة الحج إلى المدينة المنورة . وأداموا مخالفته وعصيانه حتى قال لهم بما هو محفوظ لديهم في نهج البلاغة : يا أشباه الرجال وما انتم بالرجال , لقد ملأتم قلبي قيحا , لا رأي لمن لا طاعة له , وددت لو أن معاوية أبدلني بكل عشرة منكم رجلا شاميا واحدا ! حتى أن شيعته سمته مذل المؤمنين وكفرته وحاربته وقتلته !
 لم لا ؟؟؟ فعلـي  أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟! .

ثم بعد قتله بايعوا ابنه الحسن فكان حازما معهم فتآمروا على قتله هو الآخر !
لم لا ؟؟ فالحسن بن علي أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!.

وحتى عمر بن عبد العزيز فقد دمرت حاشيته دولته !

فسبحان الله فكان الأقل معاناة من رعيته فهو معاوية بن أبي سفيان ! فقد كانت رعيته , بشهادة عمر وعثمان وعلي والحسن بن علي مطيعة له تأتمر بأمره , فمكنه الله سبحانه وتعالى من إرهاب الروم حتى أثناء الفتنة بين الصحابة ! حيث كان جوابه لقيصر الروم حين بدا له أن الوقت مناسبا للدخول في شؤون المسلمين : لأن لم تـنـتـه لأصـطـلـحـن مع ابـن  عـمـي ولأنـزعـنـك نـزع الإصـطـفـلـيـنـة ! والإصطفلين هو في لغة الشام الفجل الأحمر الصغير .

وبعد هذا الكتاب أرسل الله سبحانه وتعالى كوابيس الخوف على قيصر الروم فلم يجرؤ على أي حراك ضد المسلمين رغم أن لم يكن تحت إمرة معاوية إلا الشام وحدها وفي خلاف قتالي مع شيعة علي !     رضي الله عن الصحابة أجمعين !

ومع هذا لا يجوز تطبيق ما استحسنته عقول المعتزلة المأفونبن وصغار الأحلام الخوارج بأن إذا صلح الراعي صلحت الرعية على إطلاقه . بل نقول بما رواه الصحابة رضي الله عنهم : أفضل الرجال من أمة محمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر فعمر فعثمان فعلي فالحسن رضي الله عنهم . 

لحد ألان نرى عبر الأحداث أن شخصية عمر بن عبد العزيز التي يطرحها الكاتب هي الأقل عدلا والأقل صلاحا ! فأين عمر بن عبد العزيز الحقيقي وما كان دوره من الأحداث ؟؟؟؟

لا يزال دكاترة التاريخ المسلمين منشغلين برواتبهم وتلميع شهادات الدكتوراه الهزيلة التي يتيهون بها على المسلمين !

أرادوا الطعن في بني أمية فكان طعنهم في علي رضي الله عنه أشد وأنكى ! تبا للمفتري الكذاب فإن الله له بالمرصاد ليفضحه .

والسؤال الآن إلى أدارة المجلة وإلى دار الإفتاء :
هل كان عمر بن عبد العزيز أعدل  وأكثر صلاحا من جميع الرسل حتى حصل هذا , ولذلك نشرتم المقال بلا تعليق اعتراضي ؟

لقد درج الوعاظ على هذا القول أخذا عن وعاظ المعتزلة والأشاعرة الذين تحترق قلوبهم حقدا على الإسلام والمسلمين  ليطعنوا في الصحابة والإسلام , ووعاظنا في غفلة عن ذلك . ونقل وعاظنا تلك الخطب دون فهمها . ولنا شاهد في ذلك أن مرت فترة على المسلمين ما كان بين أيديهم من العلم إلا مـا تسرب من صوفية الأزهر حتى وصل بنا الحال أن قرأ خطيب المنبر : إن الـزَّنـاعِــمَ ..... والـبَـلاطِـمَ .......
 وهنا كان دور الشيخين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله في إيقاظ الأمة .

فالعقل المعتزلي سواء الصوفي أو الشيعي او الأشعري , بخلاف أبي الحسن الأشعري بعد توبته عام 300 للهجرة , عقل يقوم على علم الكلام والمنطق الذي كان سائد عند مجوس فارس والهند : إذا استحسن عقله مقولة مثل : إذا صلح الراعي صلحت الرعية , يضعوها مقدمة مطلقة الصحة ويبنون عليها فتودي بهم وبالناس إلى الهلاك !

ولقد وقع الصحابة رضي الله عنهم في هذا الامتحان في صلح الحديبية : اعترضوا على الصلح وعلى شروطه معتمدين , اجتهادا منهم رضي الله عنهم , أنهم على الحق وكفار مكة على الباطل وأن النصر من عند الله : فلماذا يقبلون بالدنية ؟؟؟ لكن عندما سأل عمر أبا بكر , رضي الله عنهما , أجابه أبو بكر بالعقل السليم الذي يجب أن يكون منهجا للصحابة والأمة من بعدهم : إنه رسول الله وهو الذي يأتيه الوحي من عند الله سبحانه وتعالى !

والآية الكريمة صريحة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ﴾ سورة النساء .

ولقد تكرر هذا الموقف عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , وفي اختيار الخليفة في سقيفة بني ساعده وفي حروب الردة وفي بعث جيش أسامة بن زيد , فكان  أبو بكر يرد الأمور إلى الله والرسول فيرشد الصحابة رضي الله عنهم إلى المنهج الصحيح ويوفقهم الله سبحانه وتعالى .

وقراءة سورة الكهف كل يوم جمعة في الحوار بين موسى عليه السلام والخضر عليه السلام توضيح تأكيد أن الأمور في الدنيا تقوم على شريعة الله  وهدي رسل الله وليس على استحسان العقل .


ثم يأتي الكاتب بطامة أخرى أن كلا من سفيان الثوري والإمام الشافعي أنهما قالا نفس العبارة : الخلفاء خمسة , أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم !

أما ما يخص سفيان الثوري فأتركه لذمة الكاتب ولذمة إدارة المجلة ولذمم الوعاظ هل كان مغفلا لهذه الدرجة أو أنه قالها أصلا . أما الإمام الشافعي فلا أتصور أنه يسقط هذه السقطة , فتفضيل التابعي على الصحابي تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم , فماذا يبقى للشافعي من الإسلام والإيمان بعد ذلك ؟؟؟

والشافعي وأحمد رحمهما الله صنوان متفقان في العقيدة . فمن ينسب نفسه لمذهب الإمام الشافعي ويخالف عقيدة أحمد بن حنبل في أن القرآن الكريم كلام الله   سبحانه وتعالى ويخالفه في الأسماء والصفات , وجب التحري عن عقله وعن جهله , فإن كان لا يعـذر بهما فهو خبيث باطني !

والذي يقول بأنه الخليفة الراشد الخامس يقصد بذلك الطعن في معاوية رضي الله عنه . ولكن لحمقه لم يراعي أن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان بويع من شيعة أبيه خليفة قبل أن يسمى معاوية رضي الله عنه خليفة . أي أن هذا طعن صريح في الحسن بن علي رضي الله عنهما من جهتين :

الأولى أنه صحابي وحفيد الرسول صلى الله عليه وتمت البيعة له بالخلافة فيكون ذلك الأحمق أو الخبيث قد فضل التابعي عمر بن عبد العزيز على حفيد رسول الله صلى اله عليه ولسم الذي اشهد الناس على حبه صلى الله عليه وسلم له , وأي حمق أو خبث أكبر من هذا ؟؟؟

ثم يكون طعن فيه من جهة أخرى أشد وأنكى ! فقد تنازل رضي الله عنه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما عن الخلافة , وسمى جميع المسلمين ذلك لعام بعام الجماعة ! وهذا ما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن الحسن رضي الله عنه :

" ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين " قاله للحسن. 
رواه البخاري وغيره عن ابي بكرة.

قال عنه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيد وبشر بأن يصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين وأن صلى الله عليه وسلم سره ذلك !

فإن لم يكن الحسن بن علي رضي الله عنهما هو الخليفة الراشد الخامس فمن يكون إذا ؟؟؟ إن هذا الرشد شهد به  رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فالطاعن فيه إن لم يكن جاهلا أو معتوها في عقله فهو باطني خبيث !

ثم بعد طوام كثيرة يسردها الكاتب أنها حسنات , يقول : ولقد وجد عمر بن عبد العزيز أن خطباء الدولة الأموية يلعنون عليا رضي الله عنه  على المنابر فأمر عمر بن عبد العزيز بوقف لعنه !

ألهذا الحد كان عمر بن عبد العزيز مستعدا لتقديم روحه دفاعا عن الخوارج الحروريين قتلة علي رضي الله عنه, الذين دأبوا على لعن عثمان وعلي على منابرهم , وعز عليه أن يطالب سليمان بن عبد الملك الذي يحبه ويميل إليه بإبطال لعن علي رضي الله عنه وهو بن عمه الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم . ألا يدرك هذا الكاتب أن هذا اتهام لبني هاشم بالجبن وعدم الغيرة . فكيف يزوجونهم وعميدهم يشتم على المنابر:

 : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان , رضي الله عنهم , تزوج أم محمد بنت عبد الله بن جعفر , رضي الله عنهم ! والوليد بن عبد الملك رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا تزوج زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا

 ! ويح الكاتب والكاذب وويح وعاظنا , كيف تتهمون أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم بهذا ! سيحاسبكم المسلمون إن شاء الله يوم الحساب !

كيف فات هؤلاء أن الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية عن قدرة وليس عن ضعف وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشر بذلك مقدما ومدح الحسن بسببه , وإلا فكيف يرضى الحسن رضي الله عنه بذلك ويتنازل له عن الخلافة ؟؟؟

صحيح القول : لا أوقح من الكذاب !

أورد الشيخ محب الدين الخطيب في تحقيقه لكتاب مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الفتنة لابن ألعربي المالكي المعافري في العواصم من القواصم عن الإمام مالك  في تفسير الآية الكريمة :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 29 ) ) سورة محمد ,
أن من في قلبه غيظ على صحابي فهو كافر , فكيف بلاعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟؟؟؟ فهلا أفـقـتم وعاظنا أم تبقون في نومكم ؟؟؟

هذه الفرية اخترعها الفاطميون ليبرروا شتم الصحابة رضي الله عنهم . وأول لعن معلن للصحابة رضي الله عنهم كان من الجامع الأزهر . فقد كان بني على نصيحة من اليهودي البغدادي يعقوب بن كلس وهو الذي سماه بالأزهر الشريف , وأول ما دشن منه منابر لشتم الصحابة رضي الله عنهم   , وأول دروس دينية فيه كانت من تأليف اليهودي البغدادي يعقوب بن كلس تعرف الآن بالرسالة الوزيرية أو المدونة الوزيرية , حيث كان هذا اليهودي الوزير الأوحد للمعز باني القاهرة .
وتسميته بالأزهر الشريف أنه شريف بذاته غني عن تشريف الله سبحانه له فيكون أشرف من الكعبة المشرفة . فتجاوب معه الإثني عشرية أن قالوا النجف الأشرف أشرف من الأزهر وأشرف من الكعبة !
صح النوم يا دكاترة التاريخ وأصول الدين والفقه .........................

ثم أتى لنا الكاتب بمفتاح الشخصية التي أتانا بها وصورها لنا أنه عمر بن عبد العزيز : كان بداية مسرفا في الرفاهية يمشي بخيلاء ويسميه في ذات الوقت في هذه الفترة أن العلماء كانوا عنده تلامذة : فهذا كلام متناقض لا يجتمع إلا في عقل أخرق كالسفنجة يمتص كل غث مع القليل من السمين . وكان مناصرا للخوارج الحروريين قتلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلة المسلمين وكانوا يلعنون عثمان وعليا رضي الله عنهما على منابرهم.

وهنا يتضح أن التفسير الوحيد لمنع لعن علي رض الله عنه على منابر الدولة الأموية , أن ذلك أصلا لم يكن موجودا , وحين أطلق عمر بن عبد العزيز للخوارج اليد الطولى في دولته بدأ الخوارج أحباب عمر بن عبد العزيز لعن علي وعثمان على المنابر , فهدده بنوا أمية أن ينتهي عن سفاهاته فطلب من أحبابه الخوارج التوقف عن لعن علي خوفا من أن يقلبوا له المجن ولأحبابه الخوارج ! إذا كان ذلك سوءا من عمر بن عبد العزيز ومكرمة لبني أمية من دونه ! ولذلك يلمح الشيعة احباب عمر بن عبد العزيز أن بني أمية قتلوه !

 وهذا يفسر تدمير دولة الخلافة في زمنه . فالكاتب يقول انه سرح جيش حصار القسطنطينية ولم يرممه ولم يدعمه ليعود قويا على الروم ! وهذا هو موقف الخوارج عامة والحروريين لذلك خاصة : رحماء باليهود والنصارى والمجوس شديدي العداء للمسلمين .

وقالوا عمر أغنى الناس ولم يجدوا من يأخذ الزكاة , فلماذا لم يساعد المرابطين على ثغور الروم فمن فقرهم في زمنه لم يجدوا ما يرممون به حصونهم , وعندما طلبوا من خليفتهم العادل عمر بن عبد العزيز حرمهم المال وقال تحصنوا بالتقوى ! سبحان الله العظيم !

إذا من هو رجاء بن حيـوة ومن هو مغيث الرومي  ومن هو سفيان الثوري ومن هو مالك بن دينار يا وعاظنا ؟ ألا تخافون  الله في المسلمين ؟

لم يبق لي هنا إلا أن اطلب من المسلمين أن يسمعوا للواعظ جيدا , حتى إذا بدأ يمدح سعيد بن جبير ويشتم الحجاج ويمدح عمر بن العزيز  ومالك بن دينار فاعلموا يرحمكم الله أن واعظكم , بمصطلح الاتصالات في زمننا , خارج  التغطية , عندها أغلقوا  آذانكم يرحمكم الله !  

ولنذكر القارئ الكريم اننا نوجه النقد القاسي للسلفيين المعاصرين دون غيرهم من المنتسبين للإسلام لأنهم ينسبون أنفسهم إلى منهج أجدادنا الصحابة , رضي الله عنهم , فنحتكم إليه عند التلاوم والتظلم :


-       -  عدم تناقض العقل الصريح مع النقل الصحيح !


-     -    لا يؤخذ العلم لا عن المبتدع ولا الكذاب , فلأصل في أخذ الرواية عن الصادق الأمين , وأخذ العلم عن الثقة صحيح العقيدة !
 أ

3 comments:

  1. في كل كتب التاريخ معروف ان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قام بالغاء سب علي علی المنابر وسن في خطبة الجمعه الترضي علی ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم
    وكان يقول في الفتنة التي وقعت بين الصحابي معاوية والخليفة علي رضي الله عنهما لقد سلمت منها سيوفنا فلتسلم منها السنتنا !
    ومعروف حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ان الخلافة 30 عام ثم بعدها ملك عضوض فيه ظلم وتعسف
    فالخلافة انتهت فعليا بمقتل الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه
    فاما الحسن رضي الله عنه فهو سيد شباب الجنه هو والحسين ولكن لم يبايع من عامة المسلمين ويصبح خليفة بل تنازل بالحكم لمعاوية حقنا لدماء المسلمين .
    وعندما تنظر الی خلافو الامام علي تجد ان معاوية واصحابة اخذوا الحكم منه بالقوة وان الحق مع الامام علي لانه خليفة مبايع
    ولكن نحن اهل السنة لانقول الاخيرا ولانسب اجد من الصحابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتؤذوني في صحابتي
    وعمر بن عبدالعزيز لقب بالخليفة الخامس ليس لانه افضل من معاوية او الحسن بن علي بل لانه لم ينتزي علی الحكم بل عين بأمر الخليفة الاموي قبله
    ولم يسعی للحكم والامارة وكذلك قام باشاعة العدل في دولة بني امية الموصوفة بالظلم وسعی لاعادة بناء الدولة الكبيرة في سنة ونصف وهذا انجاز ليس له مثيل في تاريخ الدول وعندما تقيم عمر بن عبدالعزيز فانت تقيم سنة ونصف فقط من الحكم عكس بقية الحكام الذين حكموا سنوات طويلة ولم ينجزوا نصف ما انجزه!
    فانت تظلم الخليفة عمر بن عبدالعزيز وتظلم التاريخ بادعائاتك وتأويلاتك الفاسدة فلا اسهل من الحديث ولكن العمل علی ارض الواقع وانجازات الخليفة عمر بن عبدالعزيز اثبتت انه يعد الخليفة الخامس
    حتی ان كبار بني اميه اذا ارادوا شيئا منه يتوسطون بوالدته !!
    لذلك لاتستغرب تسميمهم له لانه حرمهم من امتيازاتهم
    وارجع لكتاب الورع لابن حنبل وانظر للفتاوي التي تحرم اخذ شيء من امراء بني امية لان اموالهم فيها شيء مغصوب
    وانت تنظر بعين واحدة فقط واذا اردت حقيقة الوضع فانظر لسيرة الخليفة او الحاكم الذي عينه بني اميه بعد مقتل عمر بن عبدالعزيز وتسميمهم له
    اجتهد بمنصبه في بداية حكمه فخافوا منه فوضعوه في قصر خارج المدينة بعيد عن قصر الحكم وجلبوا له اجمل الجواري وعندما انكر ذلك جلبوا له مجموعة من علماء الدينار وقرأو له اكثر من 40 حديث تثبت ان الحاكم ليس عليه لاحساب ولاعذاب لتحمله منصب هام امامالله وخلقه !
    هدانا الله واياك

    ReplyDelete
    Replies
    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      1- الحسن بن علي هو الخليفة الخامس وليس الخارجي عمر بن عبد العزيز. ومن يقول ان عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس فهو يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      2- من يقول ان الحسن سيد شباب أهل الجنة فهو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأنه لا يدخل الجنة عجوز, فالكل شباب.
      3- سياسة عمر بن عبد العزيز ومستشاره رجاء بن حيوة افقرت الدولة الإسلامية وأسرفت في تمويل الخوارج واسيادهم الفرس وكانت سبب في قدرة الفرس على عمل الانقلاب الفارسي تحت ستار أولاد الجواري من سفهاء العباسيين وقتل مليون رجل دولة عربي منهم جل بني أمية.
      4- سياسة عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة دمرت المشرق الإسلامي ودمرت الأندلس وذبحت جيش حصار القسطنطينية.
      هذا فيض من غيض, رجاء اقرا سير أعلام النبلاء بروية وعقل مفتوح , فكذب الذهبي واضح.
      5- قتلة عثمان هم من فرضوا على الأمة خلافة علي , ومن بايعوه بايعوه مكرهين, وبشوط لم يوف بها علي.
      6- معاوية لم يباع عليا حتى يقتل قتلة عثمان, ولم يحارب عليا بل علي هو من كان يأتي بالخوارج قتلة عثمان ليحارب معاوية واهل الشام.
      7- أمتناع معاوية عن مبايعة علي كان سبب حماية المسلمين من الروم .
      8- سعيد بن جبير رفض أمام الحجاج ان يشهد ان عليا في الجنة. لأن الخوارج الذين قتلة عثمان رضي الله عنه وفرضوا عليا رضي الله عنه خليفة , هم انفسهم تآمروا على علي وقتلوه لأنه في اعتقادهم كافرا مثله مثل عثمان الذي قتلوه. لذلك قتل الحجاج رحمه الله سعيد بن جبير, والمصدر الذهبي, سير أعلام النبلاء, الحق لك نسخة منه قبل ان يقوم الخوارج والأشاعرة والشيعة تحريفه

      Delete