Tuesday 14 July 2015

سعيد بن جبير : من خارجي ناصبي إلى ولي وقديس لدى الشيعة والسنة على ىسواء



سعيد بن جبير : من خارجي ناصبي إلى ولي وقديس لدى الشيعة والسنة على ىسواء



سعيد بن جبير قتيل الحجاج بن يوسف الثقفي  :

أتابعي  هو أم خارجي عدو لدولة الاسلام  ؟؟؟

عقول شيوخ كل من ينسب نفسه للإسلام وقراءة النصوص وتدبرها !

 منذ اكثر من قرن من الزمن وشيوخ جميع المنابر التي تنتسب  الى الاسلام يترحمون على قتيل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير أنه الامام العلامة الجهبذ الورع الذي قتله الناصبي الحجاج بن يوسف الثقفي لأنه كان ثائرا على ظلم الحجاج بن يوسف وظلم الدولة , وجعلوا من سعيد بن جبير مثلا أعلى للشباب المسلم في الورع والسياسة , ليجعلوا في المقابل من الحجاج بن يوسف والي العراق ومن الدولة الاموية , دولة الصحابة والتابعين , مثالا للظلم والعداء لله ورسوله والمسلمين .
والأحداث الدائرة بالعالم الإسلام منذ قرن وما وصلت بنا اليه من هوان جعلت الكثير يشك في قوانا العقلية , كيف يحصل هذا التناقض العجيب في عقولنا وولاءاتنا حتى استشرى الاضطراب والاحتراب في مجتمع  تم تأسيسه على التراحم والتسامح   ؟؟؟؟   أين العيب ؟؟؟؟؟
ومع البحث والمراقبة بدأنا نكتشف التناقض في رموزنا الفقهية , رموز جميع المنتسبين إلى الإسلام ان صدقا أو زورا ! 

هناك لهذا التناقض رموز , أشهرها رمزان غالت جميع الفرق المنتسبة الى الإسلام على تناقضها وعدائها لبعض , غالت جميعها في حبهما :  لسعيد بن جبير , تلميذ عيد الله بن عباس  , الذي خرج عن فقه بن عباس واتبع الخوارج !
 والرمز الآخر عمر بن عبد العزيز والي المدينة المنورة ثم الخليفة في دمشق , الذي كان يؤوي الخوارج الحروريين  في المدينة المنورة حين كان واليا عليها . 
  هؤلاء الحروريون  يكـفرون   الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ويلعنونهما على منابرهم , ويقتلون من يقدرون عليهم من المسلمين , حتى الصحابة منهم , باعتبارهم كفارا ويسبون نساءهم . وفي المقابل يؤمنون اليهود والنصارى حتى يبلغوا مأمنهم .

وكان الحجاج رحمه الله هو اليد القوية للخلافة القوية في حربهم الخوارج والدفاع عن دولة الإسلام وأمنها  ونقاء شرعها وعن دماء المسلمين واعراضهم , وبخاصة دماء وأعراض آل البيت, وأموالهم .
لقد عالجت قضية عمر بن عبد العزيز بسرعة في هذه المدونة , والآن أحاول طرح المعلومات المتوفرة لدى الذين يقدسون سعيد بن جبير من مصدرها الأساس المعتمد لديهم لعل الله يهدينا سواء السبيل .

ويـتـفـق الجميع في مصدر التلقي لمعلوماتهم :
كتاب :
سير أعلام النبلاء ,
 للإمام الـذهبـي
وهذا هو رابط الصفحة على الإنترنت :

لقد شد انتباهي إقامة مدينة الناصرية في العراق عيدا شيعيا عالميا لإحياء ذكري مقتل احد موالي آل البيت سعيد بن جبير على يد عدو آل البيت  الحجاج بن يوسف الثقفي ,
وعندما قرات سيرة سعيد بن جير كما هي على هذا الموقع الشيعي , وجدت غرابة شديدة بين سيرة سعيد بن جبير وبين ما يلصقون به من حب آل البيت ! فأعدت القراءة مرارا وأصل إلى النتيجة , أن سعيد بن جبير خارجي ناصبي يكفر علي بن أبي طالب رض الله وعنه ويصر على رفض الشهادة له أنه من أهل الجنة ,  بل وقدم عنقه للحجاج يقطعها , ثباتا من سعيد بن جبير على عقيدته عقيدة الخوارج أن عثمان وعلي رضي الله عنهما كفار من أهل النار !!!!!!!!!!

عندما أثرت المؤرخين على تويترTwitter  قام موقع الناصرية بتعديل الحوار بين سعيد بن جبير والحجاج فحذف سؤال الحجاج له عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وأبقي باقي الحوار الدامغ لسعيد بن جبير انه خارجي وعدو لدود لعثمان وعلي رضي الله عنهما !

فبحثت عن حوار مقتل سعيد بن جبير في مصادر شتى فوجدته متقاربا  ويحمل النتيجة ذاتها .
بل إن المؤرخ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية يحمل إثم قتلى الحجاج رحمه الله في رقاب القراء الخوارج لأنهم سوغوا للناس الفتنه في عاطفة دينية !   وطبعا على رأس هؤلاء القراء سعيد بن جبير الذي لا تزال أقواله شاهدة عليه .
لكن وجدت ان الأشاعرة والأزاهرة قد تمكنوا من عقول السلفيين المعاصرين فأبعدوهم عن مصادر السلفيين المحققين الموثوقين وحولوهم إلى مصادر الأشاعرة واشهرهم النووي والبغوي والسيوطي والذهبي  وابن حجر العسقلاني , حتى اذا تكلمت مع خريجي السلفين عن الأحداث التاريخية المفصلية في تاريخ المسلمين , شعرت أنك تكلم أزهريا لا يعي ما يسمع ولا يعي ما يقول .

لذا وجدت لا بد أن آتيهم بنصوص من المصادر التي يحبون  : سير أعلام النبلاء لإمامهم الذهبي :

(  أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، قال : أتيت سعيد بن جبير بمكة ، فقلت : إن هذا الرجل قادم - يعني خالد بن عبد الله - ولا آمنه عليك ، فأطعني واخرج . فقال : والله لقد فررت حتى استحييت من الله . قلت : إني لا أراك كما سمتك أمك سعيدا . فقدم خالد مكة ، فأرسل إليه فأخذه .

أحمد : حدثنا إبراهيم بن خالد ، حدثنا أمية بن شبل ، عن عثمان بن برذويه  قال : كنت مع وهب وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر ، فقال له وهب : يا أبا عبد الله ، كم لك منذ خفت من الحجاج ؟ قال : خرجت عن امرأتي وهي حامل ، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه . فقال وهب : إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء ، وإذا أصابه رخاء عده بلاء .) انتهى .
لقد بقي سعيد بن جبير فارا من الحجاج من حمل امرأته الى أن أتاه ابنه وقد خط شاربه ونبتت لحيته , ولم يفكر سعيد بن جبير طيلة هذا  الوقت في التوبة من ذنبه في الخروج على الدولة والتسبب في مقتل العدد الهائل من المسلمين من صحابة وتابعين وسبي نساء الصحابة والتابعين من قبل الخوارج أحباب سعيد بن جبير .   وكل هذه المدة والحجاج يعلم مكانه ولا يهيجه . بل قد شتم الحجاج , رحمه الله , شتم خالد بن عبد الله القسري , رحمه الله , لأنه أتاه بسعيد بن جبير ولم يتركه في حاله !
ثم إليكم بهذا النص من سير أعلام النبلاء أيضا :

(  وعن عتبة مولى الحجاج ، قال : حضرت سعيدا حين أتي به الحجاج بواسط ، فجعل الحجاج يقول : ألم أفعل بك ؟ ! ألم أفعل بك ؟ ! فيقول : بلى . قال : فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا ؟ قال : بيعة كانت علي - يعني لابن الأشعث - فغضب الحجاج وصفق بيديه ، وقال : فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى . وأمر به ، فضربت عنقه .

وقيل : لو لم يواجهه سعيد بن جبير بهذا ، لاستحياه كما عفا عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار . ) انتهى .

وقصة ذلك من مصادر أخرى , أن الحجاج رحمه الله غره طلب سعيد بن جبير العلم على ابن عباس رضي الله عنهما فأحب أن يعين سعيد بن جبير مع القضاة فرفض القضاة قبول ذلك لأنهم يعرفون أنه لا يصلح للقضاء . عندها تراجع الحجاج عن ذلك لكن اشترط عرض كل الفتاوى على سعيد بن جبير قبل اصدارها !
ثم لما جهز الحجاج جيش ابن الأشعث جعل الحجاج سعيد بن جبير على خزينة جيش ابن الأشعث .  لكن عندما خرج ابن الأشعث على الدولة سلم سعيد بن جبير أموال الدولة للخارجي ابن الأشعث وخرج سعيد بن جبير مع ابن الأشعث عل الدولة ! فكانت خيانته مزدوجة : تسليم أموال الدولة للخوارج وكذلك الخروج معهم .
ثم مكن الله الحجاج من القبض على سعيد بن جبير فعاتبه , فتاب سعيد بن جبير واعترف بخطأه , فقيل منه الحجاج وعفا عنه .  وعندها تدارس معه الأمر أن يذهب سعيد بن جبير برسالة من الحجاج إلى ابن الأشعث لإيقاف الحرب على الدولة وحقن دماء المسلمين . لكن ما أن وصل سعيد بن جبير الى ابن الأشعث حتى التحق بابن الأشعث وخرج سعيد بن جبير على الدولة من جديد .
وعندما عاتبه الحجاج في كل هذا أجابه لأنه كان لابن الأشعث في رقبة سعيد بن جبير بيعة , فاستنكر الحجاج الأمر : تخرج على أمير المؤمنين القرشي بعد أن أعطيته البيعة مرتين لتفي ببيعة واحدة للخارج على الدولة ابن الأشعث ؟؟؟؟؟!!!!  عندها قال ابن جبير : لقد كان قد غلظ فيها .
أهذا الكلام بكون من عاقل ؟؟؟؟ فكيف يكون من تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما ؟؟؟؟؟

عندها توقف الحجاج بن يوسف لحظة ثم امتحن سعيد بن جبير أهو على عقيدة الخوارج أم لا .  فكان هذا الحوار المثبت في سير أعلام النبلاء :

( قال : فما قولك في محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نبي الرحمة ، إمام الهدى . قال : فما قولك في علي ، في الجنة هو أم في النار ؟ قال : لو دخلتها ، فرأيت أهلها عرفت . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل . قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عنده . قال : أبيت أن تصدقني . قال : إني لم أحب أن أكذبك . قال : فما بالك لم تضحك ؟ قال : لم تستو القلوب . ) انتهى .
عندما تقرأ هذا الحوار للمرة الثانية أن سعيد بن جبير يراوغ في الأجوبة رغم وجود سيف الحجاج المصلت . فما وراء ذلك ؟؟؟
المعروف عند كل مسلم من أهل السنة والجماعة ان علي بن أبي طالب والخلفاء الثلاثة الآخرين من الصحابة العشرة المبشرين في الجنة وانهم مع رسول الله صلى  الله عليه وسلم في الجنة .  فلأمر لا يحتاج من تلميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الى مراوغة او مجرد تفكير ! كان سعيد بن جبير لا يحتاج لإنقاذ رأسه من سيف الحجاج إلا أن يقر بان علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد حثه الحجاج على ذلك بقوله اصدقني القول , ولكن ابن جبير استكبر ولم يعترف أن عليا من أهل الجنة ! عندها تأكد الحجاج بن يوسف أن سعيد بن جبير على دين الخوارج : يقولون أن عليا من أهل النار ولذلك قتلوه رضي الله عنه !
وما حرب الحجاج بن يوسف التي يلومه الناس من جهلة وحمقى وخبثاء عليها إن هي إلا قمع الخوارج قتلة علي وقمع المنافقين قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما !
فيا معشر عوام الشيعة ومثـقـفيهم : إذا كان حب آل البيت وعداؤهم هو المقياس عندكم للرجال , فهأنتم انتم ترون بالدليل أن الناصبي الظالم لعلي بن أبي طالب هو الخارجي سعيد بن جبير وليس الحجاج بن يوسف , وترون بالدليل أن ال
حجاج والأمويون هم أحبة اولاد أعمامهم وأصهارهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

وترون أن الخوارج عملوا الخطة لقتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم في فجر واحد , لأنهم يعادونهم على سواء وذلك لأن عمرو ومعاوية وعلي وابنه الحسن يحبون بعضهم البعض وليس بينهم ضغينة ويجتهدون سويا للخروج من الفتنة بسرعة , وأول ما استلم الحسن الخلافة سلمها لمعاوية  عملا بوصية جده صلى الله عليه وسلم .

فلو كان الخوارج اعداء الامويين فقط فلماذا قتلوا عليا ؟؟؟؟؟؟
وهنا انتبهوا لملاليكم ومعمميكم انهم يقيمون كرسيا لفقه الخوارج قتلة علي في قم وفي لبنان وفي كل جامعة شيعية : فهل معمموكم يخبون عليا حقا ؟؟؟؟ ومن حبهم له يحبون قاتليه من الخوارج ؟؟؟ أفيقوا يا قوم وصونوا أنفسكم واموالكم من فساد المعممين !
ويا عوام المسلمين ومثقفيهم : متى ستتدبرون ما تقرأون ؟؟؟ إلى متى ستبقون مسخرة ولعبا في ايدي الخوارج من أشاعرة وأزاهرة يتلعبون بكم كما يريدون وينزون لكم على كل منبر يعظونكم مواعظ الخوارج ويفسدون عليكم دينكم ودنياكم   ؟؟؟؟؟ 
رحم الله الشيخ ابن باز : نحن مدارنا الدليل الصحيح وليس الشيخ , فالشيخ يخطئ ويصيب , فلا بد من اتباع المنهج والتأكد من الدليل !!!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه !
فيا عوام الشيعة والسنة ومثقفيهم : لقد غشكم شيوخكم في مسألة سعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز والحجا بأن قلبوا لكم الحق باطلا والباطل حقا وأذكوا الحرب بينكم فأفيقوا واوقفوا هذه المهزلة وغيرها للعبور إلى بر السلام !

والله الهادي إلى بر السبيل وهو ولي التوفيق !

4 comments:

  1. السلام عليكم


    لي رد بسيط على ما تفضلت به مشكورا

    ولكن حتى لا اضيع وقتي ووقتك

    اسألك
    هل ما كتبته اعلاه حصيلة اطلاع وبحث وتدقيق ام نقلته من مكان ما ؟


    وبانتظارك لاكمال ما يمكن اكماله

    والسلام

    ReplyDelete
    Replies
    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      شكرا على مداخلتك العملية : ـ
      هذا خلاصة قراءات كثيرة عن سبب هوان المسلمين واحطاطهم . فوجدت ان ثقافة اجيال ما بعد الدولة الاموية مدح وتمجيد اعداءهم واعداء دينهم مثل المتنبي والفارابي وابن سينا والطوسي وبني هلال , وكره قادتهم العظام الذين كانوا يسهرون على حماية دمائهم واعراضهم كالحجاج بن يوسف رحمه الله. وبمتابعة ذلك وجدت الكوارث كيف دسها الخوارج والمجوس في كتب
      التاريخ والفقه على السنة قيادات اهل السنة الفكرية والفقهية !ـ
      المصادر ابن كثير في البداية والنهاية باعتباره مصدرا موثوقا , وسير اعلام النبلاء للذهبي مصدرا يجب العناية والتحري عند قراءته وشيوخ الازاهرة والاشاعرة يعتبرونه مطلق الصحة .

      Delete
  2. أحسنت التحليل أخي أنا وحدي أيضا خرجت بهاته النتيجة أيضا و رحم الله الحجاج ابن يوسف الثقفي

    ReplyDelete