Friday 22 August 2014

المسلمون والحجاج بن يوسف ما بين العقل الصريح والعقل النطيح

المسلمون في جحر الضـب

بسم الله الرحمن الرحيم

في ظروفنا التي نعيشها منذ بداية وعيي , على ما يقع على المسلمين من أحداث , منذ نصف قرن ونيف ,    لا أذكر  حوارا في جلسة من جلسات المسلمين أو العرب دار بسلاسة ووضوح وانتهى بنتيجة مفسرة للواقع كما هو في حقيقته . حتى بعد تتالي الأحداث بسنين لا يستبين صحة ما رمى إليه أحد المحاورين !

والمهم هو أننا نتذكر بعد كل حدث أن المسلمين يلدغون من الجحر الواحد مئات المرات ولا يثوبون إلى عقلهم , فنتذكر الحديث الشريف : 

( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ).
ونقلا عن مركز الفتوى للموقع الالكتروني إسلام ويب {الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما ولفظه كما في صحيح البخاري : لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.}
وعند تذكر هذا الحديث الشريف نرتعش خوفا : ألهذه الدرجة ضعف إيماننا حتى تتكرر نكباتنا مرات ومرات لنفس السبب ومن نفس الجهة دون أن نهتدي إلى الحل أو على الأقل إن هذه الجهة عدونا  ؟؟؟؟؟؟ فأين العيب ؟؟

خلال التاريخ , عند محاولة الوصول إلى اتخاذ الموقف المناسب من تلك الجهة تجد شيوخ السنة المشهورين يتهمون الرجال الذين وقفوا بقوة في تاريخ الإسلام حماية لدولة الإسلام , يتهمونهم بالظلم والإجرام . وهذا ما يحبط كل تفكير للمسلمين لأن يصـلوا  إلى الهدى , ويجعلهم كمن هو محصور في جحر ضـب لا يحسن الخروج منه!  
وعن إسلام ويب أيضا انقل نص الحديث الشريف : (روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه " )
 من هؤلاء القوم ، وما يجب أن يكون موقف المسلم تجاههم ؟ وما معنى حذو القذة بالقذة؟

وهنا أتناول شخصيات مفصـلية في تاريخ الإسلام وأحاول تحليل أعمالهم وتحليل مواقف شيوخ الدين منها ومنهم , ولتكن شخصـيتنا اليوم الحجاج بن يوسف الثقفي رحمه الله ورضي عنه.

 كلما تذكرنا فضل الحجاج رحمه الله في الدفاع عن دماء المسلمين وأعراضهم وعن حمى دولة الخلافة ينغـص علينا شيوخ المنابر بشتمهم الحجاج بأنه الظالم والخبيث الذي لو أتى أهل الأرض بخبثائهم لفاقهم الحجاج بخبثه ! وكأنهم نصبوا أنفسهم  فدائيين للدفاع عن يزدجرد في الأرض ! فما أن تنصت أذنك وينفتح قلبك لخطابه على المنبر في حثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام , حتى يفاجئك بشتم الحجاج رحمه الله وكأنه انقلب فجأة من منافح عن الإسلام والمسلمين إلى أبي لؤلؤة والهرمزان وأبي مجرم الخراساني في حقده على الحجاج وما أفسده من تدابير مؤامراتهم على الإسلام والمسلمين ! 

ماذا فعل الحجاج رحمه الله حين قدم العراق واليا ؟؟؟

كان أهل الكوفة قد أصابتهم دعوة الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد أن خذلوه بأن لا يُرضي الله عنهم واليا , غوغائيين لا يطيعون واليا, دائمي الفتن والقلاقل, ويشكلون عبئا ثقيلا على دولة الخلافة الفتية التي تنتشر جيوشها شرقا وغربا في الفتوح . بينما أهل الكوفة هؤلاء يغير عليهم الخوارج باستمرار يقتلونهم ويسبونهم ويسلبونهم , وبدل أن يتعاون أهل الكوفة مع واليهم لحماية أنفسهم ,  يثورون على الولاة ويبقون أنفسهم عرضة لهجمات الخوارج .

وصـل الحجاج رحمه الله وجمعهم في المسجد وبعد استهزائهم به واستفزازهم له القي عليهم خطبته اللائقة بهم , وأمرهم للخروج إلى المهلب بن أبي صـفرة  قائد جيش الخلافة لحرب الخوارج , وقتل عمير بن ضـابئ   .
خطاب المقال طبعا عام لكل قارئ , لكن أوجه الحوار إلى  السلفيين المعاصرين وأخـص منهم آل البيت من هؤلاء السلفيين . وهذا التخصيص في الحوار لأن السلفيين هم الذين يرجعون إلى ميزان نحتكم وإياهم إليه : يرجعون إلى عقل صريح يعتمد الأدلة الصحيحة , ولا يقبلون النصوص على علاتها كسائر الإسلاميين , بل لا بد من النص الأصلي وصحة الإسناد !   فليس للجدل المعتزلي الأحمق ولا للفلسفة البيزنطية إلى بحثهم العلمي من سبيل .
أولا : حرب الحجاج للخوارج , حسب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ,  عندما استجاب علي رضي الله عنه  لطلب الهدنة في معركة صـفين لم يعجب ذلك جماعة ممن معه فخرجوا عليه وكفروه , فحاورهم ابن عباس رضي الله عنهما وحاربهم بأمر علي رضي الله عنه  ! وقد بقوا على تكفيرهم وعدائهم لعلي حتى قتله الخارجي عبدا لرحمن بن ملجم ! وبقوا بعد ذلك إلى أن جاء الحجاج , رحمه الله , يكفرون المسلمين ويقتلونهم فور مواجهتهم ويسلبونهم ويسبون نساءهم , بينما يؤمِّنون اليهود والنصارى والمجوس ويبلغونهم مأمنهم !
وحين قدم الحجاج رحمه الله الكوفة كان الخوارج في أوج قوتهم ويقوم على حربهم والدفاع عن المسلمين المهلب بن أبي صـفرة رحمه الله . فأمر الحجاج رحمه الله أهل الكوفة بالالتحاق حالا بجيش المهلب دفاعا من أنفسهم ! فكان تعليق المهلب رحمه الله واصفا الحجاج رحمه الله عندما رأى إقبال أهل الكوفة على الالتحاق بالقتال : لقد جاء الناس رجل ذكر ! ولقد صدق في وصفه رحمه الله !
فالسؤال الآن للسلفيين المعاصـرين وأخص آل البيت منهم :
من المجرم هنا ؟؟؟
هـل الحجاج رحمه الله هـو المجرم في حربه للخوارج والخوارج هم أصحاب الحق في خروجهم على علي رضي الله عنه وتكفيرهم له وقتلهم إياه ؟؟؟؟؟؟  أجيبوا المسلمين بالتفصيل على ذلك على المنابر !
لقد مات الحجاج رحمه الله وهـو عند ربه سبحانه وتعالى ولا نملك له خروجا من جهنم إلى الجنة ولا خروجا من الجنة إلى جهنم , إنما قضيتنا الآن الوصول إلى حقيقة الحدث والموقف الفقهي الصحيح منه , لنستعيد قدرة عقولنا للتمييز بين الحق والباطل لنحمي أنفسنا وأولادنا ودمائنا وأعراضنا, ونحمي  سيرة نبينا ورسالته من التدمير  والتشويه, ولنتمكن من إيصال  الحق إلى الأعداء قبل الأصـدقاء, فنحن مكلفون بتبليغ رسالة الإسلام إلى أنفسنا وإلى أعدائنا ولم يكلفنا الله سبحانه بإبادتهم !
إننا نسألكم الآن وسنسألكم يوم القيامة ليس دفاعا عن الحجاج رحمه الله بل دفاعا عن أنفسنا وعن رسالة الإسلام !
إذا عرف الناس الحقيقة عرفوا أي الشيوخ يمكن الصلاة خلفهم وسماع خطبهم المنبرية وأيهم لا يصلى خلفهم و لا يؤخذ عنهم علما ! ويعرفون أي المراجع العلمية يمكن قراءتها وأيها إلى لا يجوز أخذ العلم منها !
ثانيا : عندما أمر الحجاج رحمه الله  أهل الكوفة باللحاق بالمهلب رحمه الله , جاءه رجل يعتذر بسنه  عن اللحاق بالجيش فسال عنه فقيل عمير بن ضابئ آخر من بقي من قتلة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه , فقال له الحجاج إنا نرى في قتلك صلاحا للمؤمنين وقتله !
فالسؤال الآن للسلفيين المعاصرين وأخص آل البيت منهم : هل أجرم الحجاج في حق عمير بن ضابئ ؟؟؟
 أهل الكوفة قتلة الحسين, رضي الله عنه, وعموم الشيعة يعتبرون عثمان بن عفان , رضي الله عنه , عدوهم وينكرون أن تكون زوجتاه , رضي الله عنهما ,  ومن سمياه الصحابة بسببهما بذي النورين  , ينكرون أن تكونا بنات محمد صلى الله عليه وسلم وأن تكونا أخوات فاطمة رضي الله عنها ؟؟؟؟
أما أنتم فهلا دافعتم عن  ابن عمكم وصهر جدكم صلى الله عليه وسلم , عثمان رضي الله عنه, وهلا دافعتم عن نسب بنات جدكم صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ فما ذا تحنقون على الحجاج بن يوسف الثقفي في هاتين المسألتين فإننا والمسلمون سائليكم عن ذلك الآن دفاعا عن عقولنا ودمائنا وأعراضنا وعن نقاء رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم !
هل يجوز موالاة قتلة عثمان رضي الله عنه وأنكروا انه صهر محمد صلى الله عليه وسلم أو أخذ العلم عن من والاهم أو يواليهم اليوم ؟؟؟
هل يجوز موالاة من يشككون في نسب ابنتي رسولنا صلى الله عليه وسلم  ؟؟؟ أليسوا مرتدين بطعنهم في نسب بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
بل ما حكم الشيوخ والسياسيين الذين يوالونهم ؟؟؟
ثالثا :  مسألة سعيد بن جبير رحمه الله ورحم أموات المسلمين وأحياءهم,  لقد جعل شيوخ المنابر من هذا الخارج على الخلافة مرتين بإصرار وخيانة الأمانة المالية بأن أسلم أموال الدولة التي ائتمنه عليها الحجاج  رحمه الله لينفق على الجيش , أسلمها لقائد الجيش الخارج على الدولة !!! أهذا هو عالم العلماء الذي سيدخل الحجاج إلى جهنم ؟؟؟ هل الحجاج هو الظالم أم سعيد بن جبير والشيوخ الإمعات ؟؟؟
غرور ابن الأشعث بنفسه أنه أفضل من الحجاج , وغرور قراء العراق وأهل الكوفة أنهم أفضل من أهل الشام بنفخ المجوس في رؤوسهم لا يعطيهم الحق بالخروج على الخلافة وقتل المسلمين وزرع الكره لأهل الحل والعقد منهم في الشام . هؤلاء استمرأوا قتل الخلفاء وآل البيت وزرع الفتن : من قتل صهر رسول الله عثمان إلى قتل ابن عم رسول الله علي إلى قتل حفيد رسول الله الحسين وهم يحيكون الفتنة ويفعلون أسوأ الأفاعيل ويرمون الجرم على قيادة الدولة ليكون هؤلاء الأفاعي مظلومين .  فأين عقول المسلمين ؟؟؟؟
لقد اعترف عامر الشعبي رحمه الله بخطأ القراء  , وحمل ابن كثير رحمه الله دم قتلى  دير الجماجم في رقبة القراء , فلماذا نصر نحن على تبني الباطل لصالح من استهوى قتلنا عبر العصور ؟؟؟؟
يا علماء المسلمين : أخرجونا من جحر الضب !!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

لقد جاءني مقطع الفيديو هذا بعنوان :
الحجاج بن يوسف ما له وما عليه, أرفقه لكم, وانصح بسماعه بروية وتمعن:

https://www.youtube.com/watch?v=Va3M-v1OWmI

9*شوال/1439 هـ الموافق 23/حزيران /2018م

Thursday 21 August 2014

السلفيون المعاصرون وعمر بن عبد العزيز ما بين العقل الصريح والعقل النطيح

عمر بن عبد العزيز في مجلة البحوث الإسلامية

رحم الله الملك الأموي عمر بن عبد العزيز وغفر له , ورحمنا الله سبحانه وتعالى ووقانا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا .

الباعث إلى هذا المقال هو أن شخصية عمر بن عبد العزيز قد نالها من المدح  مما جعلها شخصية أسطورية غامضة شديد المخالفة للقرآن والسنة ولم يزدها الوعاظ إلا غموضا . فعمر بن عبد العزيز رحمه الله  ترك دولة الخلافة لخليفته هشام بن عبد الملك ضعيفة هزيلة وقد سرح جيش مسلمة بن عبد الملك الذي يحاصر القسطنطينية ويراقب ثغور الروم ! كل هذا الواقع السيئ يخفيه دكاترة التاريخ والشيوخ الوعاظ عن المسلمين , فيبقى المسلمون في غفلة عن تاريخهم وسبب سقوطهم في الهوان الذي نحن فيه .

وللخلاص من قلق جحر الضب هذا , بحثت كثيرا  عن مصدر يمكن توثيقه وله مرجعية علمية يمكن مخاطبتها , فكان أن هداني لله سبحانه وتعالى إلى مقال في مجلة البحوث الإسلامية التابعة لدار الإفتاء في الرياض .
لقد أسعدني ذلك جدا لإمكانية تناول هذا الموضوع بالنقد مع الأمل أن نجد لدى إدارة المجلة ودار الإفتاء صدى لانتقاداتي سواء تصحيحا أو توثيقا .
لقد عنون  الأستاذ احمد فهيم مطر مقاله :
عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين

لم أستغرب العنوان لأننا تعودنا عليه من الوعاظ , لكنني استغربت أن تقبله المجلة بلا تعليق , وسأعلق على ذلك لاحقا .

ثم ينتقل إلى المقدمة , فيجعله غاية في العدل , حيث ينقل عن حسن القصاب ومالك بن دينار وموسى بن أعين أن الذئاب لعدله أصبحت ترعى مع الشاء ولا تؤذيها , معللا ذلك أنه إذا صلح الرأس فلا بأس على الجسد.

 . وأستغرب كيف يجتمع هذا الكلام مع ما كان  يحدث زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وباقي الرسل عليهم السلام والخلفاء الراشدين من قبله , فكان الذئب ولا زال يعدوا على الغنم بغض النظر عن عدل الحاكم أو ظلمه . ولن تصبح السباع عاشبة إلا بعد هلاك يأجوج ومأجوج .

ثم يثني عليه بالزهد وأمانته في إطفاء شمعة بيت مال المسلمين وإيقاد شمعته الخاصة لحديثه الخاص .

.  إن بيت مال الإمبراطورية الإسلامية لا يعجز عن تكاليف حياة الخليفة وشؤونه الإدارية وشؤونه الخاصة  . والمسلمون ليسوا بحاجة لخليفة يهلك نفسه في التقشف ويترك حمل الدولة على الحاشية التي دمرتها في عهد سابقه سليمان .

ماذا أفاد الدولة تقشفه حين تركت حاشيته أعظم فرقة من جيش المسلمين الذي يحاصر القسطنطينية يهلك ويفك حصارها ؟؟؟

لقد استتب العدل في الشام بإدارة معاوية وهو وال لعمر بن لخطاب رضي الله عنه . في حين كان عمر بن الخطاب زاهدا متقشفا , لكن ليس إلى الحد الذي يهلك صحته , فقد كان رضي الله عنه  قويا في صحة وعافية . وعندما زار الخليفة المتقشف مع صاحبه الزاهد أيضا أبو عبيدة عامر بن الجراح  , رضي الله عنهم جميعا , عندما زارا معاوية للتفتيش عليه , استقبل الوالي معاوية خليفته الزاهد البسيط بكوكبة من الحرس يبدل الحراس إثناء الموكب . لا أظن أن الروس والأمريكان يقدرون على هذا في عصرنا ! فشدد عمر على معاوية في المساءلة حتى قال معاوية : إن عيونهم بيننا فإن لم نرهبهم أغاروا علينا ! عندها بارك عمر سياسة معاوية في أجمل صيغة ثناء عرفها التاريخ , قائلا لأبي عبيدة : لولاه معاوية لما جشمناه الشام !

ثم يضيف انه لصلاحه استقامت رعيته وتسابق الشباب على الاستقامة وحفظ القرآن الكريم بعد كانوا  وراء الملاهي في زمن سليمان والوليد بن عبد الملك . ودون أن يدري الكاتب ولا إدارة المجلة فقد حقق طعنا واضحا في سلسلة الصالحين :

 : لقد كانت الرعايا تسيء الأدب مع الرسل , ولقد خرج منهم على طاعة محمد صلى الله عليه وسلم وقتلوا رعاة الإبل الذين أحسنوا إليهم . لم لا ؟
هل الرسل أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز .

ثم إن الرعية ارتد منهم الكثير زمن أبي بكر رضي الله عنه , كيف لا فهو أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!.
وجاء أبو لؤلؤة وقتل عمر بن الخطاب ! 
لم لا؟ , فعمر بن الخطاب أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!,

وعدا الأوباش والمنافقون على الخليفة عثمان بن عفان صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه وحاصروه ثم قتلوه ,
 لم لا ؟ فهو أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟! .

والأشنع من ذلك أن قـتـلة عثمان أجبروا علي بن أبي طالب على قبول بيعة الخلافة وسموا أنفسهم شيعته , واختطفوه وخلافته من المدينة المنورة إلى الكوفة قبل أن يرجع الصحابة من أداء فريضة الحج إلى المدينة المنورة . وأداموا مخالفته وعصيانه حتى قال لهم بما هو محفوظ لديهم في نهج البلاغة : يا أشباه الرجال وما انتم بالرجال , لقد ملأتم قلبي قيحا , لا رأي لمن لا طاعة له , وددت لو أن معاوية أبدلني بكل عشرة منكم رجلا شاميا واحدا ! حتى أن شيعته سمته مذل المؤمنين وكفرته وحاربته وقتلته !
 لم لا ؟؟؟ فعلـي  أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟! .

ثم بعد قتله بايعوا ابنه الحسن فكان حازما معهم فتآمروا على قتله هو الآخر !
لم لا ؟؟ فالحسن بن علي أقل صلاحا من عمر بن عبد العزيز ؟!؟!؟!.

وحتى عمر بن عبد العزيز فقد دمرت حاشيته دولته !

فسبحان الله فكان الأقل معاناة من رعيته فهو معاوية بن أبي سفيان ! فقد كانت رعيته , بشهادة عمر وعثمان وعلي والحسن بن علي مطيعة له تأتمر بأمره , فمكنه الله سبحانه وتعالى من إرهاب الروم حتى أثناء الفتنة بين الصحابة ! حيث كان جوابه لقيصر الروم حين بدا له أن الوقت مناسبا للدخول في شؤون المسلمين : لأن لم تـنـتـه لأصـطـلـحـن مع ابـن  عـمـي ولأنـزعـنـك نـزع الإصـطـفـلـيـنـة ! والإصطفلين هو في لغة الشام الفجل الأحمر الصغير .

وبعد هذا الكتاب أرسل الله سبحانه وتعالى كوابيس الخوف على قيصر الروم فلم يجرؤ على أي حراك ضد المسلمين رغم أن لم يكن تحت إمرة معاوية إلا الشام وحدها وفي خلاف قتالي مع شيعة علي !     رضي الله عن الصحابة أجمعين !

ومع هذا لا يجوز تطبيق ما استحسنته عقول المعتزلة المأفونبن وصغار الأحلام الخوارج بأن إذا صلح الراعي صلحت الرعية على إطلاقه . بل نقول بما رواه الصحابة رضي الله عنهم : أفضل الرجال من أمة محمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر فعمر فعثمان فعلي فالحسن رضي الله عنهم . 

لحد ألان نرى عبر الأحداث أن شخصية عمر بن عبد العزيز التي يطرحها الكاتب هي الأقل عدلا والأقل صلاحا ! فأين عمر بن عبد العزيز الحقيقي وما كان دوره من الأحداث ؟؟؟؟

لا يزال دكاترة التاريخ المسلمين منشغلين برواتبهم وتلميع شهادات الدكتوراه الهزيلة التي يتيهون بها على المسلمين !

أرادوا الطعن في بني أمية فكان طعنهم في علي رضي الله عنه أشد وأنكى ! تبا للمفتري الكذاب فإن الله له بالمرصاد ليفضحه .

والسؤال الآن إلى أدارة المجلة وإلى دار الإفتاء :
هل كان عمر بن عبد العزيز أعدل  وأكثر صلاحا من جميع الرسل حتى حصل هذا , ولذلك نشرتم المقال بلا تعليق اعتراضي ؟

لقد درج الوعاظ على هذا القول أخذا عن وعاظ المعتزلة والأشاعرة الذين تحترق قلوبهم حقدا على الإسلام والمسلمين  ليطعنوا في الصحابة والإسلام , ووعاظنا في غفلة عن ذلك . ونقل وعاظنا تلك الخطب دون فهمها . ولنا شاهد في ذلك أن مرت فترة على المسلمين ما كان بين أيديهم من العلم إلا مـا تسرب من صوفية الأزهر حتى وصل بنا الحال أن قرأ خطيب المنبر : إن الـزَّنـاعِــمَ ..... والـبَـلاطِـمَ .......
 وهنا كان دور الشيخين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله في إيقاظ الأمة .

فالعقل المعتزلي سواء الصوفي أو الشيعي او الأشعري , بخلاف أبي الحسن الأشعري بعد توبته عام 300 للهجرة , عقل يقوم على علم الكلام والمنطق الذي كان سائد عند مجوس فارس والهند : إذا استحسن عقله مقولة مثل : إذا صلح الراعي صلحت الرعية , يضعوها مقدمة مطلقة الصحة ويبنون عليها فتودي بهم وبالناس إلى الهلاك !

ولقد وقع الصحابة رضي الله عنهم في هذا الامتحان في صلح الحديبية : اعترضوا على الصلح وعلى شروطه معتمدين , اجتهادا منهم رضي الله عنهم , أنهم على الحق وكفار مكة على الباطل وأن النصر من عند الله : فلماذا يقبلون بالدنية ؟؟؟ لكن عندما سأل عمر أبا بكر , رضي الله عنهما , أجابه أبو بكر بالعقل السليم الذي يجب أن يكون منهجا للصحابة والأمة من بعدهم : إنه رسول الله وهو الذي يأتيه الوحي من عند الله سبحانه وتعالى !

والآية الكريمة صريحة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ﴾ سورة النساء .

ولقد تكرر هذا الموقف عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , وفي اختيار الخليفة في سقيفة بني ساعده وفي حروب الردة وفي بعث جيش أسامة بن زيد , فكان  أبو بكر يرد الأمور إلى الله والرسول فيرشد الصحابة رضي الله عنهم إلى المنهج الصحيح ويوفقهم الله سبحانه وتعالى .

وقراءة سورة الكهف كل يوم جمعة في الحوار بين موسى عليه السلام والخضر عليه السلام توضيح تأكيد أن الأمور في الدنيا تقوم على شريعة الله  وهدي رسل الله وليس على استحسان العقل .


ثم يأتي الكاتب بطامة أخرى أن كلا من سفيان الثوري والإمام الشافعي أنهما قالا نفس العبارة : الخلفاء خمسة , أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم !

أما ما يخص سفيان الثوري فأتركه لذمة الكاتب ولذمة إدارة المجلة ولذمم الوعاظ هل كان مغفلا لهذه الدرجة أو أنه قالها أصلا . أما الإمام الشافعي فلا أتصور أنه يسقط هذه السقطة , فتفضيل التابعي على الصحابي تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم , فماذا يبقى للشافعي من الإسلام والإيمان بعد ذلك ؟؟؟

والشافعي وأحمد رحمهما الله صنوان متفقان في العقيدة . فمن ينسب نفسه لمذهب الإمام الشافعي ويخالف عقيدة أحمد بن حنبل في أن القرآن الكريم كلام الله   سبحانه وتعالى ويخالفه في الأسماء والصفات , وجب التحري عن عقله وعن جهله , فإن كان لا يعـذر بهما فهو خبيث باطني !

والذي يقول بأنه الخليفة الراشد الخامس يقصد بذلك الطعن في معاوية رضي الله عنه . ولكن لحمقه لم يراعي أن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان بويع من شيعة أبيه خليفة قبل أن يسمى معاوية رضي الله عنه خليفة . أي أن هذا طعن صريح في الحسن بن علي رضي الله عنهما من جهتين :

الأولى أنه صحابي وحفيد الرسول صلى الله عليه وتمت البيعة له بالخلافة فيكون ذلك الأحمق أو الخبيث قد فضل التابعي عمر بن عبد العزيز على حفيد رسول الله صلى اله عليه ولسم الذي اشهد الناس على حبه صلى الله عليه وسلم له , وأي حمق أو خبث أكبر من هذا ؟؟؟

ثم يكون طعن فيه من جهة أخرى أشد وأنكى ! فقد تنازل رضي الله عنه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما عن الخلافة , وسمى جميع المسلمين ذلك لعام بعام الجماعة ! وهذا ما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن الحسن رضي الله عنه :

" ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين " قاله للحسن. 
رواه البخاري وغيره عن ابي بكرة.

قال عنه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيد وبشر بأن يصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين وأن صلى الله عليه وسلم سره ذلك !

فإن لم يكن الحسن بن علي رضي الله عنهما هو الخليفة الراشد الخامس فمن يكون إذا ؟؟؟ إن هذا الرشد شهد به  رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فالطاعن فيه إن لم يكن جاهلا أو معتوها في عقله فهو باطني خبيث !

ثم بعد طوام كثيرة يسردها الكاتب أنها حسنات , يقول : ولقد وجد عمر بن عبد العزيز أن خطباء الدولة الأموية يلعنون عليا رضي الله عنه  على المنابر فأمر عمر بن عبد العزيز بوقف لعنه !

ألهذا الحد كان عمر بن عبد العزيز مستعدا لتقديم روحه دفاعا عن الخوارج الحروريين قتلة علي رضي الله عنه, الذين دأبوا على لعن عثمان وعلي على منابرهم , وعز عليه أن يطالب سليمان بن عبد الملك الذي يحبه ويميل إليه بإبطال لعن علي رضي الله عنه وهو بن عمه الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم . ألا يدرك هذا الكاتب أن هذا اتهام لبني هاشم بالجبن وعدم الغيرة . فكيف يزوجونهم وعميدهم يشتم على المنابر:

 : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان , رضي الله عنهم , تزوج أم محمد بنت عبد الله بن جعفر , رضي الله عنهم ! والوليد بن عبد الملك رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا تزوج زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا

 ! ويح الكاتب والكاذب وويح وعاظنا , كيف تتهمون أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم بهذا ! سيحاسبكم المسلمون إن شاء الله يوم الحساب !

كيف فات هؤلاء أن الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية عن قدرة وليس عن ضعف وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشر بذلك مقدما ومدح الحسن بسببه , وإلا فكيف يرضى الحسن رضي الله عنه بذلك ويتنازل له عن الخلافة ؟؟؟

صحيح القول : لا أوقح من الكذاب !

أورد الشيخ محب الدين الخطيب في تحقيقه لكتاب مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الفتنة لابن ألعربي المالكي المعافري في العواصم من القواصم عن الإمام مالك  في تفسير الآية الكريمة :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 29 ) ) سورة محمد ,
أن من في قلبه غيظ على صحابي فهو كافر , فكيف بلاعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟؟؟؟ فهلا أفـقـتم وعاظنا أم تبقون في نومكم ؟؟؟

هذه الفرية اخترعها الفاطميون ليبرروا شتم الصحابة رضي الله عنهم . وأول لعن معلن للصحابة رضي الله عنهم كان من الجامع الأزهر . فقد كان بني على نصيحة من اليهودي البغدادي يعقوب بن كلس وهو الذي سماه بالأزهر الشريف , وأول ما دشن منه منابر لشتم الصحابة رضي الله عنهم   , وأول دروس دينية فيه كانت من تأليف اليهودي البغدادي يعقوب بن كلس تعرف الآن بالرسالة الوزيرية أو المدونة الوزيرية , حيث كان هذا اليهودي الوزير الأوحد للمعز باني القاهرة .
وتسميته بالأزهر الشريف أنه شريف بذاته غني عن تشريف الله سبحانه له فيكون أشرف من الكعبة المشرفة . فتجاوب معه الإثني عشرية أن قالوا النجف الأشرف أشرف من الأزهر وأشرف من الكعبة !
صح النوم يا دكاترة التاريخ وأصول الدين والفقه .........................

ثم أتى لنا الكاتب بمفتاح الشخصية التي أتانا بها وصورها لنا أنه عمر بن عبد العزيز : كان بداية مسرفا في الرفاهية يمشي بخيلاء ويسميه في ذات الوقت في هذه الفترة أن العلماء كانوا عنده تلامذة : فهذا كلام متناقض لا يجتمع إلا في عقل أخرق كالسفنجة يمتص كل غث مع القليل من السمين . وكان مناصرا للخوارج الحروريين قتلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلة المسلمين وكانوا يلعنون عثمان وعليا رضي الله عنهما على منابرهم.

وهنا يتضح أن التفسير الوحيد لمنع لعن علي رض الله عنه على منابر الدولة الأموية , أن ذلك أصلا لم يكن موجودا , وحين أطلق عمر بن عبد العزيز للخوارج اليد الطولى في دولته بدأ الخوارج أحباب عمر بن عبد العزيز لعن علي وعثمان على المنابر , فهدده بنوا أمية أن ينتهي عن سفاهاته فطلب من أحبابه الخوارج التوقف عن لعن علي خوفا من أن يقلبوا له المجن ولأحبابه الخوارج ! إذا كان ذلك سوءا من عمر بن عبد العزيز ومكرمة لبني أمية من دونه ! ولذلك يلمح الشيعة احباب عمر بن عبد العزيز أن بني أمية قتلوه !

 وهذا يفسر تدمير دولة الخلافة في زمنه . فالكاتب يقول انه سرح جيش حصار القسطنطينية ولم يرممه ولم يدعمه ليعود قويا على الروم ! وهذا هو موقف الخوارج عامة والحروريين لذلك خاصة : رحماء باليهود والنصارى والمجوس شديدي العداء للمسلمين .

وقالوا عمر أغنى الناس ولم يجدوا من يأخذ الزكاة , فلماذا لم يساعد المرابطين على ثغور الروم فمن فقرهم في زمنه لم يجدوا ما يرممون به حصونهم , وعندما طلبوا من خليفتهم العادل عمر بن عبد العزيز حرمهم المال وقال تحصنوا بالتقوى ! سبحان الله العظيم !

إذا من هو رجاء بن حيـوة ومن هو مغيث الرومي  ومن هو سفيان الثوري ومن هو مالك بن دينار يا وعاظنا ؟ ألا تخافون  الله في المسلمين ؟

لم يبق لي هنا إلا أن اطلب من المسلمين أن يسمعوا للواعظ جيدا , حتى إذا بدأ يمدح سعيد بن جبير ويشتم الحجاج ويمدح عمر بن العزيز  ومالك بن دينار فاعلموا يرحمكم الله أن واعظكم , بمصطلح الاتصالات في زمننا , خارج  التغطية , عندها أغلقوا  آذانكم يرحمكم الله !  

ولنذكر القارئ الكريم اننا نوجه النقد القاسي للسلفيين المعاصرين دون غيرهم من المنتسبين للإسلام لأنهم ينسبون أنفسهم إلى منهج أجدادنا الصحابة , رضي الله عنهم , فنحتكم إليه عند التلاوم والتظلم :


-       -  عدم تناقض العقل الصريح مع النقل الصحيح !


-     -    لا يؤخذ العلم لا عن المبتدع ولا الكذاب , فلأصل في أخذ الرواية عن الصادق الأمين , وأخذ العلم عن الثقة صحيح العقيدة !
 أ

Saturday 2 August 2014

اشكالية العقل المعاصر في البحث عن السلام على الارض

الهيئة الجاموسية / إشكالية العقل المعاصر في البحث عن السلام على الأرض

الهيئة الجاموسية / مـرحـبا ! Willkommen ! Welcome‏ > ‏
الهيئة الجاموسية / إشكالية العقل المعاصر في البحث عن السلام على الأرض




إشكالية العقل المعاصر في البحث عن السلام على الأرض :



مفارقة بين المدرسة الفلسفية الغربية

وبين المدرسـة السـلفية الإسـلامية

 في إدارة حوار الحضارات وصراعاتها












التصفح في الموقع الرئيسي


https://sites.google.com/site/aljamousuniverseconceptarabic/httpssitesgooglecomsitealjamousuniverseconceptarabicalhyyte-aljamwsyte-ashkalyte-alql-almasr-fy-albhth-n-alslam-ly-alard





سعـيد بن احمد الجاموس

جوال:00966554454201

جوال  : 00966542051500



s1jamous@gmail.com
s_jamous@yahoo.com

السلفيون المعاصرون وتاريخنا ما بين العقل الصريح والعقل النطيح


 السلفيون المعاصرون ما بين العقل الصريح والعقل النطيح


منقول من الموقع : https://sites.google.com/site/vernunftskontrolledermuslime/alslfywn-almasrwn-waltarykh-byn-alql-alsryh-walql-alntyh


تمتاز المدرسة السلفية على جميع المنتسبين إلى دائرة الإسلام أنها تحتكم إلى منهج عقلي صحيح وفعال في تمييز الصدق من الكذب وفرز الصواب من الخطأ . وهذا يعطيهم الاحترام من الدارسين الجادين للإسلام لسهولة النقاش معهم فمنهجهم يضمن حق الذي يناقشهم أن لا يجحدوه أو يغشوه ! فهم في كل مسألة يبدأون بالآية الكريمة

 (..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ 
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ 
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا..) النساء 59 ,

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.) المائدة 8,

واشتهروا بالقول : عدم تناقض العقل الصريح مع النقل الصحيح !

ومعالم منهجهم :

1- لا يجوز قبول الشهادة أو أخذ العلم عن الكذاب .

2- لا يجوز قبول الشهادة أو أخذ العلم عن من يطعن في الصحابة رضي الله عنهم . ولا يجوز السماح له بنقاش الناس في ذلك . بل يستتاب !

3- لا يجوز قبول الشهادة أو أخذ العلم عن من ينكر  الأسماء الحسنى والصفات العلى التي أثبتها الله سبحانه وتعالى لنفسه في القرآن الكريم أو أثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم بلا تكييف ولا تشبيه , أو ينكر أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى . ولا يجوز السماح له بنقاش الناس في ذلك . بل يستتاب !

4- تدرس كل مسألة بواقعها الصحيح وليس بالتنظير أو الفلسفة أو المنطق !

5- يحكم فيها بالدليل الصحيح !

6- فإن لم يتوفر الدليل وجب عدم التسرع في الحكم , بل يجب التوقف حتى يحضر الدليل .

7- إذا حكم القاضي أو العالم في مسألة بناء على دليل , ثم جاء بعد مدة دليل أقوى ,  مهما طالت المدة , وجب الرجوع إلى الحق .

 هل يوافقني السلفيون أن هذا هو منهج المدرسة السلفية ؟؟؟

إبان ثورة الخميني 1979 / 1980 م  نشطت جميع التيارات الإسلامية في أوروبا لدعمها لأنها ضد شاه إيران دون أن يسألوا أنفسهم من هو الخميني ولا ماذا يريد . بل أن جماعات من جماعة الإخوان المسلمين تشيعوا وأخذوا معونات زواج إيرانية متناسين مذبحة حماة وماذا حصل للمسلمين ولجماعة الإخوان على أيدي الشيعة .

ولقد تمتعت ثورة الخميني بدعم الدول الأوروبية حتى أن الكنائس ومنها كنائس الطلبة في الجامعات قامت بتسهيل وسائل الاجتماعات  وتنظيم الندوات العامة للطلبة الإيرانيين المؤيدين للخميني .

ومن السحر أيضا أن تبقى التيارات السياسية الإسلامية والثورية الفلسطينية تقود أتباعها من أهل السنة والجماعة في الولاء للخميني حتى بعد اجتياح لبنان وذبح المنظمات الشيعية للفلسطينيين مع العلم أن أبا عمار قائد الفلسطينيين هو من درب حركة أمل الشيعية وسلحها ووقف بكل قوة مع الخميني .

لقد كانت الصدمة شديدة جدا على الشباب المسلم الذي يقرأ القرآن الكريم والحديث الشريف ويتخذهما المرجع  الأصل للإسلام وليس شيوخ الحركات السياسية  .

 إنه تناقض عجيب ! ففي نقاش ذلك مع تلك التيارات لا يجد الإنسان منهم إلا جدلا سياسيا أشبه بجدال إبليس المخلوق لخالقه الله , سبحانه وتعالى , خالق إبليس وخالق أبينا آدم عليه السلام ,  بأن إبليس أفضل من آدم عليه السلام لأن إبليس من نار وآدم من طين , يفعل إبليس ذلك متناسيا انه يناقش الخالق سبحانه وتعالى الذي يقدر مَنْ أفضل مِنْ مَنْ وليس لأحد على ذلك اعتراض   .  كانوا يرجعون إلى قول شيخهم ولا يرجعون إلى القرآن والسنة ليفهموا ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم !

كانت خيبة أمل وحيرة حتى أخذ الكثير , وأنا منهم , يبحثون عن الإسلام من جديد . نريد الإسلام   الذي أقام به أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي ومعاوية رضي الله عنهم دولة الخلافة !  أين نجد ذلك الإسلام ؟؟؟؟

من نقاشات الشباب المسلم في ألمانيا ورد اسم ابن حزم وكتابه الفصل فقرأته , وفي ترجمة ابن حزم ورد قول العز بن عبد السلام : لم تطب نفسي للإفتاء حتى اقتنيت المحلى لابن حزم والمغني لابن قدامة , وبابن قدامة عرفت المدرسة السلفية ومحنة أحمد بن حنبل ومحنة ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب , فعرفت أن للسلفيين منهجا عالميا لتمحيص الحق من الباطل والصحيح من الخطأ والصدق من الكذب ,  فتمسكت بمنهج المدرسة السلفية  دون أن أتعرف على شيخ سلفي معاصر . وبالطبع كان للكثيرين فضل علي في هذا المشوار جزاهم الله خيرا , منهم الشيخ محب الدين الخطيب والشيخ مصطفي صادق الرافعي  وآخرون .

بالإطلاع على منهج المدرسة السلفية وجدته قادرا على تمحيص العلوم التجريبية والخروج بالنتائج الصحيحة . فقد شجعني راعي الكنيسة اللوثرية  في جامعة بون على حوار مع الطلبة الألمان الدارسين للاهوت ومدرسي الدين المسيحي لتعريفهم بالإسلام السني , أسوة بالتسهيلات المعطاة للطلبة الشيعة الإيرانيين .

عملنا جلسة أسبوعية كل يوم أربعاء على مدى فصلين دراسيين . فكان الحوار في البداية لا يختلف عنه لو كان مع شباب التيارات الإسلامية السياسة , جدل للجدل , إلى أن اضطررت أن أقول : دعوا القرآن والإنجيل والتوراة على الرف , وتعالوا نتفق على حوار عقلي مبني على الأدلة المادية الصريحة . نحن في جامعة فيها المعاهد التي تدرس جميع العلوم الطبيعية , والطبيعة التي تدرسها هي مخلوقات الله سبحانه وتعالى , فلا خير في هذه الدراسات وفي هذه المعاهد إذا لم نصبح مؤهلين لمعرفة وجود الخالق سبحانه وتعالى بالدليل . فلنبدأ من الآن لنثبت أن لولا الله سبحانه وتعالى لما كنا نحن في هذا الوجود !

ابتدأنا أنه لا يجوز تصديق شيء بلا دليل مادي , وإلا أفضينا إلى فرعون قومه : استخف قومه فأطاعوه فادعى الإلوهية .

 تناولنا قصص أنبياء البشر على الأرض ومن منهم لا نزال نملك له دليلا ماديا أو نسخة طبق الأصل لما ورد عنه من صحف أو توراة أو إنجيل !

 لم نجد أحدا !

 علميا إذا لم تجد نسخة طبق الأصل لا تقدر على مناقشة النص على صحة ما فيه أو تتخذه حجة على أحد ! فما الحل ؟؟؟؟؟؟

لقد كان الإنقاذ في فحص القرآن الكريم : هل يصلح دليلا صحيحا على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟

أقر النصارى دارسوا اللاهوت و الإستشراق   في معهد الإستشراق في جامعة بون أن القرآن الكريم معترف به علميا أنه لا يزال نسخة طبق الأصل عما ورد عن محمد صلى الله عليه وسلم , وقالوا أنه لا يطعن في صحة ذلك احد من أي ملة  سوى مسلمة الشيعة فيعتبروه محرفا !

عندها ناقشنا القرآن الكريم على صحته دليلا على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فخرجنا بعون الله تعالى بما يلي :

إن القرآن الكريم ليس من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وليس من تأليف العرب , فلا بد أن يكون كلام الله سبحانه وتعالى , صدق مطلق بكل ما فيه !

نتيجة لذلك نؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن بكل نبي ورسول ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم :

 نحن بذلك شهداء على اليهود والنصارى بصحة نبوة موسى وهارون  وداود وسليمان يحيى وزكريا وعيسى وسائر الأنبياء عليهم السلام بمحتوى رسالاتهم كما ورد في القرآن الكريم وليس بما في أيديهم الآن !

لقد نجحت المهمة بفضل الله سبحانه وتعالى  مع النصارى دارسي ومدرسي اللاهوت والدين المسيحي , فهل ستنجح مع شباب الحركات  الإسلامية ؟

لم تنجح !

 قالوا :

 المدرسة السلفية في السعودية وهابية متخلفة علميا وحضاريا , لا يزالون يؤمنون بسكون الأرض وعدم دورانها وعدم وصول الأمريكان على القمر .

في نقاش بسيط في مقهى الكليات الأدبية في جامعة بون لم يستطع أحد من الشيوعيين ولا العلمانيين العاديين ولا شباب الحركات الإسلامية الإتيان بدليل واحد على صحة دوران الأرض حول الشمس !

قلت : نحن في ألمانيا الغربية وبين الأساتذة الأفذاذ فأتونا بالدليل الصحيح !

في اليوم التالي جاءنا زميل يدرس المساحات الجوية يقلب كفا على كف , فقد سأل أستاذ الفلك الذي يحضر عنده محاضرات علم الفلك المطلوبة منه فاجأه بقوله : لم تستهجن قول زميلكم بثبات الأرض , فعلم الفلك عربي , ونظرية دوران الأرض نظرية لا نبحث لا عن أدلة على صحتها ولا عن أدلة على فسادها ! إنها  فرضية مسلم بها أساسا لأبحاث علم الفلك !

عندها أيقنت أن مناهج التعليم لم تضعها الدول ولا اليونسكو لهداية الناس إلى الحق , بل لجعلهم قادرين على العمل موظفين وأصحاب مشاريع فقط , والوصول إلى الحق غير مطلوب !

 هنا أيقنت أن لابد لنا من منهج علمي يوصل إلى الحقيقة سواء في العلوم الإنسانية أو الهندسية المادية , فهل سيكون منهج المدرسة السلفية المطروح لحد الآن كافيا لهذه المهمة ؟؟؟؟ 

لقد ترك المسلمون المنهج السلفي في العلوم الإنساية التي أقامت الدول الإسلامية الناجحة اقتناعا خاطئا منهم أن العلوم التجريبية أكثر أهمية لإقامة الدول بدلالة قوة الدول الأوروبية  . فقلت : إذا نجحت بالمنهج السلفي في العلوم الطبيعية التي يمكن برهنتها بالأدلة المادية بسهولة , لعلي أقدر على تشجيع الباحثين المسلمين لمحاولة العودة إلى منهج سلفنا الصالح في العلوم الإنسانية .

امتد البحث من 1404 هـ إلى 1417 هـ , في آخر يوم من رمضان 1417 هـ خرجت بالنتائج التالية :

1- جميع علوم الأرض والفلك والزمن تتناول أحداث ناتجة عن علاقة مشتركة واحدة هي علاقة الشمس بالأرض , وعليه فلا بد لهذه العلوم أن تكون متكاملة تصحح وتصدق بعضها بعضا !

2- أن الموجود على الأرض يثبت وجوب ثبوت الأرض وعدم حركتها ووجوب دوران الشمس حولها لتحقيق تكون القشرة الأرضية كما نجدها الآن وتسلسل التغير المناخي عبر العصور وقصة الحياة على الأرض بما نجده الآن على واقعه !

3- علوم الجامعات منفصلة عن بعض ومتناقضة في أغلب الأحيان ! 

4- القرآن الكريم والحديث الشريف يحتوي هذه العلوم جميعها بالتفصيل متكاملة تصدق بعضها بعضا وتفسر الواقع المادي على الأرض بلا أي تناقض !

المتناقضون مع الواقع المادي هم علماء الجامعات وخاصة دكاترة العالم الثالث وعلى رأسهم الشيوخ إلا من رحم ربي !

لقد كنت متفائلا أن يتلقف الشيوخ وخاصة السلفيون بحثي بالسرور والترحيب بالدعم . لكن وجدت اللوم بدل التشجيع , فاضطررت إلى نشره عام 2000م في عمان مختصرا .





أين العلة في ما حصل ؟؟؟

هل أنا المخطئ ؟؟؟

أم أن السلفيين المعاصرين ليسوا هم السلفيين  ؟؟؟

لم يمر طويل وقت حتى وقع الابتلاء على السلفيين المعاصرين ما بين القول بجواز الخروج على الحكام وما بين القول بعدمه :

1-لا يزال السلفيون المعاصرون يقولون  بعدم جواز الخروج على ولي الأمر في جميع الظروف , لكنهم منذ أن بدأت أسمع خطبهم المنبرية وأنا أسمع منهم تمجيد رجاء بن حيوة وسعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز , فكيف هذا ؟؟؟

2- يمدحون سعيد بن جبير ويطبلون لعلمه وأنه مات شهيدا والنصوص لا تزال باقية أنه خرج على الخليفة عبد الملك بن مروان مرتين خائنا أمانة الدولة وتسبب بخروجه خروج كثير من القراء والعامة مع ابن الأشعث وسالت دماء المسلمين وسبيت نساؤهم بسبب سعيد بن جبير !

3- يطعن السلفيون المعاصرون في عدالة الحجاج بن يوسف رحمه الله لأنه قتل سعيد بن جبير , رغم أن النص المثبت لدى محبي سعيد بن جبير أن الحجاج قتله لأن سعيد بن جبير رفض بإصرار الاعتراف بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أهل الجنة !

4- يطعن السلفيون المعاصرون في عدالة يزيد بن معاوية رغم شهادة علي زين العابدين بن الحسين بن علي وشهادة محمد بن علي اخو الحسين بن علي , بعد مقتل الحسين بن علي بشهور , رضي الله عنهم جميعا , بعدالة يزيد بن معاوية رضي الله عنهما , وأنه أمير المؤمنين !

5- يمجدون عمر بن عبد العزيز الذي خالف , وبكل وقاحة , الخليفة الوليد بن عبد الملك حين عينه أميرا على المدينة المنورة , فآوى الخوارج الفارين من أمام الحجاج بن يوسف . كان الخوارج يقتلون المسلمين وحتى يقتلون الصحابة ويسبون نساءهم ويكفرون عثمان وعلي رضي الله عنهما ويلعناهما على منابرهم . أين عقول السلفيين المعاصرين من الحديث الشريف , أن من آوى في المدينة المنورة محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؟؟؟؟

(خطبنا عليُّ بنِ أبي طالبٍ فقال : من زعم أنَّ عندَنا شيئًا نقرأه إلا كتابَ اللهِ وهذه الصحيفةَ ( قال : وصحيفةٌ مُعلَّقةٌ في قِرابِ سَيفِه ) فقد كذب . فيها أسنانُ الإبلِ . وأشياءٌ من الجراحاتِ . وفيها قال النبيُّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّمَ : " المدينةُ حرَمٌ ما بين عَيرٍ إلى ثَورٍ . فمن أحدث فيها حدثًا . أو آوى محدثًا . فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين . لا يقبلُ اللهُ منه يومَ القيامةِ صرفًا ولا عدلًا.........) صحيح مسلم

كل ذلك وضع السلفيين في ورطة التناقض إلى درجة السفه , فانتهز الأشاعرة والشيعة هذه الثغرة العقلية الكبيرة , فساقوا السلفيين المعاصرين إلى الانقسام إلى جاميين مخلصين لمبدأ عدم الخروج بالسلاح على الدولة وإلى سلفيين عاديين . ووصفوا الجاميين بأبشع ما يوصف , حتى إذا وصف السلفي المعاصر نفسه  بالسلفي بادر بالتبرؤ من الجاميين والتعوذ من ذكرهم .

هنا ضعفت قدرة استيعاب السلفيين المعاصرين  للشباب المسلم وإبقائهم في حيز الأمن الفكري لا يؤثر عليهم فكر الحركات الإسلامية المتطرفة .



يأخذ السلفيون المعاصرون علمهم عن الأشعري ابن حجر العسقلاني المبتدع ,

ويأخذون علمهم عن سير أعلام النبلاء للذهبي رغم تناقض وتضاد أخباره في كل ترجمة  وبلا إسناد حقيقي , حتى يجد القارئ أن الشخصية المترجم لها  إما أنها كانت تعاني من انفصام الشخصية , أوان مؤلف الكتاب والسلفي المصدق له هما اللذان يعانيان من انفصام الشخصية   ؟؟؟ وهل هذه النصوص من وضع الذهبي أم من خبثاء المجوس والخوارج والأشاعرة ؟؟؟

ويأخذون علمهم أيضا عن علماء الأزهر من أشاعرة وصوفية لا يهمهم سوى شهادة الدكتوراه !

إذا أعود من جديد إلى المربع الأول :

إعادة فحص السلفيين المعاصرين على المنهج السلفي !

وبناء عليه : هل السلفيون المعاصرون سلفيون أم فروخ أشاعرة وإمعات بشهادات دكتوراه وماجستير في علوم الدين وعلوم الحديث , اشتروا الأبحاث التي حصلوا بها على شهاداتهم  , فلا أعدوها بأنفسهم ولا قرءوها بعد الشراء ؟؟؟؟

تفضلوا :


https://www.facebook.com/video.php?v=306869826112465&set=vb.100003683512264&type=2&theater




فإلى اللقاء إن شاء الله في :

السلفيون المعاصرون وسعيد بن جبير ما بين العقل الصريح والعقل النطيح !!!



سعيد جاموس

الرياض

18/07 / 1435 هـ الموافق   17/5/2014 م   

  مراجعة : 7 رمضان 1435 هـ الموافق 5 تموز  2014 م